بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله على نبينا محمد , وعلى آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً
أمر ربي
أجل هو أمر ربي
نزل به الروح الأمين ... على الأمين صلى الله عليه و سلم .
ارتضاه الله شرعاً لعباده ... فدان المسلمون لربهم عز و جل به .
و كان بنزوله قرآناً يتلى و يتعبد بتلاوته ... و يرجى الأجر بتلاوته فكيف بالعمل به ؟
كان آية محكمة ، لم تنسخ لفظاً و لا حكماً .
و بعد هذا كله . . . يقولون عنه عادة ، فينقلونه من أعظم معنى ( التعبد لله به ) إلى شيء يخضع لاستحسان الناس و عاداتهم و تقاليدهم !! فعجباً ثم عجباً .
قال ربي سبحانه و تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفوراً رحيماً ) سورة الأحزاب / آية 59
أأتعبد ربي بقراءة هذه الآية ، ولا أتعبده سبحانه بالعمل بالأمر الذي جاء فيها ؟ أي فهم هذا !!
أيرتضيه لي خالقي و مليكي ، ثم لا أرتضيه لنفسي أو أرى الخير في غيره – أعوذ بالله من هذا الحال –
إذا لم يكن امتثال أمر ربي و طاعتي إياه عز و جل عبادة ، فما هي العبادة إذن ؟
الحمد لله الذي شرع لنا الحجاب نتعبد به منذ أن نضعه فوق رؤوسنا إلى أن نخلعه بدخولنا بيوتنا أو مدارسنا أو أي مكان مأمون لا أجانب فيه. . . نعم في عبادة بلبسه وإن لم نصلي به ، وإن لم ينطق لساننا بذكر أثناء ارتدائنا له ، في عبادة إن ارتدته الواحدة منا على أنه أمر تتعبد لله بطاعته فيه ، لا أنها تساير مجتمعاً فرضه عليها و ألزمها به ، والله سبحانه أعلم بالنية .
الله أكبر ، ما أقبح ما صنعوا حين أنزلوه من مقام العبادة إلى مكان العادة فحرموا المسلمة التي اقتنعت بكلامهم أجر الاحتساب في لبسه , حرموها الاحتساب ، و ألزموها بالحجاب – لأن بناتهم من العار و العيب أن يراهن أحد , فحرموها إياه عبادة ، و ألزموها إياه عادة ، فبئس ما صنعوه بمسكينة أرعتهم سمعها فما صدقوا القول ، و لا نصحوا العمل .
أما أنت أيتها المباركة فتعبدي ربك بحجاب يسرك أن تلقيه عز وجل به ، وفق ما شرع ، يحقق الحكمة منه ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) ولا تتعبديه بخرقة مهلهلة خدعوك فسموها حجاباً!
قفي أيتها الغالية المصونة واسألي نفسك كلما ارتديت الحجاب : هل حجابي هذا به أُعرف فلا أؤذى كما أراد ربي عز وجل , أم به أعرف فأؤذى كما أراد لي شياطين الإنس و الجن ؟
من أجمل ما سمعت : عبارة قالتها داعية للخير – و لا أزكي على الله أحداً – إذ رأت إحدى طالباتها في يوم شديد الهواء و هي تمسك عباءتها بشدة حتى لا تنفتح فتبدو زينتها : قالت : " هذه اليد اليوم في عبادة عظيمة " .
نقطة تأمل : إذا جاءنا أمر من رئيس في العمل لتنظيم أمر ما ، قلنا : " قراراً إدارياً " ، و هذا حق لأنه صدر من أهله .
و إذا جاءنا أمر من وزير لتنظيم منحى من مناحي الحياة ، قلنا : " قراراً وزارياً "، و هذا حق لأنه صدر من أهله .
فإذا جاءنا الأمر من ربنا لتنظيم حياة عباده ، فماذا نقول ؟ من وفقه الله يقول " سمعنا و أطعنا ، غفرانك ربنا و إليك المصير " .
و يقول البعض – هداهم الله و ردهم إلى الحق رداً جميلا ً – عادات و تقاليد .
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ، فيتبعون أحسنه ... آمين .
سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .